مشاركة مميزة
آليات الابتكار والإبداع السبعة The 7 innovation and creativity mechanisms
آليات الابتكار والإبداع السبعة The 7 Innovation & Creativity Mech…
الواقع الافتراضي والمعزز والمُدمج Virtual, Augmented, & Mixed Reality

الواقع الافتراضي والمعزز والمُدمج
Virtual Reality-VR, Augmented Reality-AR Mixed Reality-MR
تمهيد
أصبح العالم يُستخدم مصطلح Metaverse على نطاق واسع في عالم التكنولوجيا المليء بالتنافس بين الشركات العالمية وتنامي مشاريع ريادة الأعمال الذين يحاولون بيع المستقبل لنا. لعل هذا الضجيج جزء من تجليات الحمض النووي لوادي السيليكون، حيث لا توجد معايير محددة تحكم استشراف المستقبل.
وخاصة هذه الأيام تجاه النمو المتعاظم في مجال الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence-AI): التقنية التي بفضلها تعززت قوة المعالجات المحسّنة، عن طريق الاستفادة من التعلم العميق (Deep Learning) والتعلم الآلي (Machine Learning). حتى باتت قاعدة ستعتمد عليها تقنيات ووظائف العصر والمستقبل القريب.
من تلك التقنيات المتوقعة قريباً، تطبيقات الميتافيرس. وتطبيقات (chatbots) وأشهرها روبوت الدردشة ChatGPT: وهو المُحرِّك التوليدي المُدرَّب مُسبقا"، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، فقد تم تطويره وإطلاقه لأول مرة في شهر نوفمبر 2022 بواسطة شركة OpenAI ليقوم بتسهيل عمليات الحصول على أكبر تدفق للمعلومات.
لا يزال الغرب المتوحش للعالم الرقمي يدفع العالم إلى التنافس في تطوير وإنتاج ردود CHAT-GPT واستجابات ذات مصداقية عالية وواقعية وأكثر تنوعاً وقبولاً، عما كنا نألفه منذ قدومنا للثورة الصناعية الرابعة، كحالات تأليف مقالات كاملة أو كتابة طلبات العمل الأكاديمي والأبحاث وإنشاء الصور والرسومات التوضيحية المطلوبة للطلاب والباحثين. بالإضافة إلى مزيد من الخصائص والامتياز الجديدة في شتى مجالات الحياة يوماً بعد يوم.
مقدمة
أدى كل ما تقدم من تداعيات في مجال التقانة المعلوماتية، إلى صعوبة القفز عليها، لأنها تدفعنا دفعاً إلى معايشة الوعود في اقتصاديات رقمية جديدة وثورات معلوماتية يستطيع الناس فيها التعايش في عالم موازي وشراء وبيع السلع التي قد لا تكون حقيقية، وهي عوالم لما وراء الطبيعة الميتافيزيقا،Metaphisics or Paranormal ، حيث من المتوقع أن يتقمص الناس هويات رقمية ليظهروا كما يريدون في الكون الموازي متحدين جينات الحمض النووي، الذي يجعلنا على ما نحن عليه في العالم الحقيقي.
لهذا سأتناول في مقال اليوم أجهزة الواقع الافتراضي والمعزز والمُدمج لفهم أدوات العالم الافتراضي، الميتافيرس Metaverse، بناءً على استعدادنا للتغيير الذي سنحدثه في طريقة تفكيرنا، ومدى رؤيتنا ومعايشتنا لعوالم ما وراء الطبيعة Paranormal، وماهية إدراكنا لما سيحدث في حياتنا، وسلوكنا تجاه طبيعة أحاسيسنا ومشاعرنا حال الانتقال من الحدسيات (الاستقرائيات Inductivism) الطبيعية، الميتافيزيقيا Metaphysics إلى الأمور الغيبيّة في الميتافيرس، والتي قد لا تخضع للخصائص الحسية الخمس المعروفة أو بعض منها أو أكثر منها، أي إلى عالم الماورائيّات، أو عالم الغيبيات أو الروحانيات. والمبدأ الثاني، لتوصيل المعلومات سيكون من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة، قمت بالإجابة عليها في مؤلفي الدليل الشامل لعالم الميتافيرس، تدور محاوره حول معرفة وتحديد ما إذا كان الميتافيرس Metaverse عالم حقيقي أم مجرد لعبة من ألعاب الإنترنت؟ أم ماذا بالضبط؟ سجد رابط الكتاب في نهاية المقال.
أحدث التقنيات التكنولوجية القائمة على إسقاط الأجسام الافتراضية وإظهارها ومشاهدتها في بيئة المستخدم الحقيقية، لتوفير معلومات إضافية أو مشاهدتها لتكون بمثابة موجهات أو مجسمات ثلاثية الأبعاد 3D
أولاً: تقنية الواقع الافتراضي Virtual Reality-VR
![]() |
Google cardboard |
الواقع الافتراضي أو الواقع الخيالي (الكائن المتخيّل أو الظاهري) (Virtual Reality-VR) مُصطلح ينطبق على محاكاة الحاسوب للبيئات التي يمكن تصويرها مادياً لبعض حالات العالم الحقيقي، ولكن في العالم الخيالي بالنسبة للمشاهد، أحدث بيئات الواقع الافتراضي هي في المقام الأول التجارب المتعلقة بالخواص المرئية (البصرية)، وذلك للآتي: -
- أحدث بيئات الواقع الافتراضي هي في المقام الأول التجارب المتعلقة بالخواص البصرية.
- إما عرض الصورة البصرية على شاشة الكمبيوتر أو
- عرضها ومشاهدها من خلال مجسم خيالي /افتراضي خاص،
- بعض حالات المحاكاة تتضمن معلومات حسية إضافية مثل الصوت الذي يتم التفاعل معه من خلال مكبرات الصوت أو سماعات الرأس.
بينما البعض الآخر من الأنظمة المتقدمة والمعروفة عموما باسم قوة ردود الفعل، تحتوي على مجسات لمعالجة المعلومات عن طريق اللمس، والضوء، كما في التطبيقات الطبية والألعاب الإلكترونية التي تتضمن وحدات الاستشعار التالية ضمن هيكلية بنائها.
![]() |
HTC Vive |
- الحساسات أو المَجَسّات اللمسية Touch sensors
- الحساسات أو المَجَسّات البصرية/الضوئية Optical or Light sensors
- حساسات الأشعة تحت الحمراء Infrared sensors
- الحساسات أو المَجَسّات الصوتية sound sensors
يتم الانتقال من الواقع للخيال، أو مشاهدة العالم الخيالي باستخدام أجهزة الواقع الافتراضي، حيث نجد أن الواقع الافتراضي (VR) يتضمن تجربة عروض ضمنية أو محاكاة كاملة لما يحدث في العالم المادي. باستخدام أجهزة الواقع الافتراضي مثل HTC Vive أو Oculus Rift أو Google Cardboard، حيث يمكن نقل المستخدمين إلى بيئات شبه واقعية ومعايشتها افتراضياً أو في حالتها الخيالية، مثل التواجد وسط مستعمرة للغابات في أدغال أفريقيا. دون تحقيق أي عامل من عوامل التفاعل الآني، أو التواصل مع المجسمات أو المناظر المعروضة للمشاهدة من قبل المستخدم.
أدوات وأجهزة الاستشعار أو الاحساس
- الحساسات أو المَجَسّات اللمسية Touch sensors
- الحساسات أو المَجَسّات الضوئية Optical or Light sensors
- حساسات الأشعة تحت الحمراء Infrared sensors
- الحساسات أو المَجَسّات الصوتية sound sensors
![]() |
Samsung (Gear VR) |
وهكذا نجد أن الواقع الافتراضي (VR) يتضمن تجربة عروض ضمنية أو محاكاة كاملة لما يحدث في العالم المادي. باستخدام أجهزة الواقع الافتراضي مثل HTC Vive أو Oculus Rift أو Google Cardboard ، يمكن نقل المستخدمين إلى عدد من البيئات الواقعية والمتخيلة مثل وسط مستعمرة البطريق أو التنزه على ظهر فيل يتجول في الغابة. دون تحقيق عامل التفاعل الآني مع المجسمات أو المناظر المعروضة.
ثانياً: تقنية الواقع المعزز Augmented Reality-AR
هي التكنولوجيا القائمة على إسقاط الأجسام الافتراضية والمعلومات وإظهارها في بيئة المستخدم الحقيقية، لتوفير معلومات إضافية أو تكون بمثابة موجهات أو مجسمات ثلاثية الأبعاد 3D، يمكن إدراكها بنفس القدر الذي يستطيع فيه المستخدم الاحساس به كما في الواقع الافتراضي (Virtual Reality) .
- أجهزة محمولة كالهواتف الذكية.
- أو من خلال الأجهزة التي يتم ارتداؤها كالنظارات الذكية.
- أو العدسات اللاصقة الذكية، غير العدسات التقليدية المعروفة في عالم معالجة أمراض العيون.
![]() |
Education Sector |
جميع هذه الأجهزة تستخدم نظام التتبع الذي يوفر دقة في الإسقاط، وعرض المعلومة في المكان المناسب كنظام تحديد المواقع العالمي بالإحداثيات: نظام التموضع العالمي (Global Positioning System-GPS).
حيث تستخدم أجهزة لها نقاط توصيل بمثابة موانئ للمدخلات، مثل الكاميرات الذكية، وأجهزة تحديد الإتجاهات (البوصلة) وجميعها معززة بالتطبيقات البرمجية التي تحقق التفاعل المعزز أو الآني مع هذه الأجهزة والمجسمات المعروضة فيها.
يضيف مفهوم الواقع المعزز (AR) عناصر رقمية إلى المنظر المباشر، غالبًا باستخدام الكاميرات المتوفرة في الهواتف الذكية المحمولة.
ومن أشهر الأمثلة القريبة للواقع المعزز عدسات Snapchat ولعبة البوكيمون في الشارع Pokemon on the Street , Pokemon Go.
![]() |
Industry Sector |
ثالثاً: تقنية الواقع المُدمج Mixed Reality-MR
تقنية الواقع المُدمج
(MR) عبارة عن مزيج بين تقنيتي الواقع الإفتراضي
VR والواقع المعزز AR معاً في
آن واحد، لتحقيق التفاعل بين الكائنات الواقعية والرقمية. بدأت تقنية الواقع المُدمج
في الظهور مع ظاهرة هولولنز HoloLens من شركة Microsoft
، وهي أحد أبرز أجهزة الواقع المختلط المبكرة.
![]() |
(Extended Reality (XR |
رابعاً: تقنية الواقع الممتد (Extended Reality (XR
ثم ظهرت أخيراً، تقنية الواقع الممتد (Extended Reality (XR ، كأحدث التقنيات الشاملة في هذا المجال، لتغطي جميع التقنيات المختلفة التي تعزز الحواس الإنسانية، سواء كانت تقدم معلومات إضافية حول العالم الفعلي أو تنشئ عوالم محاكاة غير واقعية تمامًا لنختبرها ونتفاعل معها ونستفيد منها بعد تحليل بياناتها ومعلوماتها بتقنية الذكاء الاصطناعي، وهي تشمل تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والواقع المختلط (MR).
ما هو الفرق بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي والواقع المُدمج والممتد؟
الواقع الافتراضي (VR) قائم على إسقاط الأجسام الحقيقية في بيئة افتراضية/خيالية. بينما الواقع المعزز (AR) قائم على إسقاط الأجسام والمعلومات في بيئة المستخدم الحقيقية لتوفر معلومات إضافية ثلاثية الأبعاد 3D. يمكن التفاعل معها، بينما الواقع المختلط تقنية تجمع بين خصائص كل من الواقع الإفتراضي VR والواقع المعزز AR.
![]() |
Microsoft HoloLens |
مثل منصة الحوسبة السحابية للواقع المعزز المختلط من تطوير وإنتاج شركة مايكروسوفت هولولنز (Microsoft HoloLens) وهي تقنية على شكل نظارات ذكية، يتم لبسها على الرأس، والنظر من خلال عدساتها لمشاهدة المجسمات الظاهرة، تُمكن التطبيقات المُدمجة بها مزج العناصر والأجسام المادية الملموسة في العالم الحقيقي مع العناصر الوهمية أو الخيالية وعرضها في الواقع الأفتراضي بحيث ينظر إليها كأنها موجودة معا في بيئة تفاعلية مشتركة.
أجهزة الواقع الافتراضي والمعزز والمُدمج والممتد، هي الأجهزة والأدوات المستقدمة للولوج لعالم الماورائيات، ونتفاعل مع نواديه ومجتمعاته العديدة والمختلفة، حياة لما وراء الطبيعة، غير الحياة الطبيعية، التي ألفناها على امتداد العصور. لمعرفة إجابة السؤال التالي:
أيهما أهم الميتافيزيقا أم الميتافيرس؟
علي القاري أن يستذيد معارفه حول الميتافيزيقا باعتباره تحدياً من تحديات المستقبل ويدرك أنه فرع من فروع علم الفلسفة، يتعامل مع الطبيعة الأساسية للواقع. ويطرح أسئلة حول وجود الله تعالى، وطبيعة الزمان والمكان، والعلاقة بين العقل والجسد، بينما الميتافيرس Metaverse هو عالم افتراضي أو خيالي مستمر، من المفترض أن يكون متوازياً مع العالم الحقيقي الذي نعيشه في الحياة، ويقبل التشغيل المتبادل والاندماج معه أو فيه. أي أن تقنية الميتافيرس ستنقلنا إلى مساحات افتراضية ثلاثية الأبعاد، حيث يُمكن للأشخاص التفاعل مع بعضهم البعض، ومع الكائنات الافتراضية، ومع التمثيلات والمجموعات والكيانات الرقمية للأشياء في العالم الخيالي بنفس الكيفية التي يتم فيها في العالم الحقيقي.
إن مسألة تحديد ما إذا كانت الميتافيزيقا أو الميتافيرس أكثر أهمية عن الأخرى هي مسألة معقدة. فقد كانت الميتافيزيقا موجودة منذ قرون وهي التي ساعدتنا على فهم طبيعة الواقع، بينما الميتافيرس Metaverse، هي تقنية جديدة لديها القدرة على تغيير الطريقة التي سنعيش بها ونتفاعل من خلالها مع العالم من حولنا.
لهذا فالإجابة على سؤال ما إذا كانت الميتافيزيقا أو الميتافيرس أكثر أهمية تعتمد على قيمك ومعتقداتك الفردية. إذا كنت مهتماً بفهم الطبيعة الأساسية للواقع، فقد تكون الميتافيزيقا أكثر أهمية بالنسبة لك. أما إذا كنت شاباً يافعاً مهتماً باستكشاف تقنيات وإمكانيات جديدة، فقد يكون هذا الكتاب دليلك لعالم المغامرات والألعاب والأعمال في الميتافيرس Metaverse أكثر أهمية بالنسبة لك.